شهدت الأسهم الأمريكية أداءً رائعًا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، وإذا كان الماضي دليلاً، فمن المرجح أن يستمر هذا الأداء على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، فوفقًا للبيانات التاريخية، وجدنا أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 استمر في الارتفاع عادةً خلال الربع الرابع بعد ارتفاعه بنسبة 20% أو أكثر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
منذ عام 1950 حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 زيادة بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام حوالي 10 مرات بما في ذلك في عام 2024، وفي الحالات التسع السابقة، ارتفع المؤشر في المتوسط بنسبة 2.1% في الربع الرابع.
وتنطبق أنماط مماثلة على مقاييس سوق الأوراق المالية الأخرى، بما في ذلك مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك المركب، كانت هناك 29 مرة منذ عام 1950 عندما ارتفع مؤشر داو بنسبة 10% أو أكثر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام بما في ذلك عام 2024، وخلال جميع تلك السنوات باستثناء ستة، استمر متوسط الأسهم القيادية في الارتفاع في الربع الرابع بمتوسط بلغ 4.9%.
وارتفع مؤشر ناسداك المركب بأكثر من 20% خلال الأشهر التسعة الأولى 19 مرة بما في ذلك هذا العام، واستمر في الارتفاع في جميع المرات باستثناء خمس مرات بمتوسط مكسب بلغ 6.6% في الربع الرابع.
دعونا نلقي نظرة على العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على السوق وما قد تعنيه للمستثمرين ذوي الخبرة.
1 .ارتفاعات السوق لمستويات قياسية أمر طبيعي في السوق الصاعد
لقد وصلت سوق الأوراق المالية إلى العديد من المستويات التاريخية خلال هذا العام، في حين أن هذا خبر جيد، إلا أنه قد يجعل بعض المستثمرين متوترين ويتساءلون عما إذا كنا على وشك الانحدار والهبوط.
من المهم أن نتذكر أنه خلال أسواق الثيران (الفترات التي ترتفع فيها أسعار الأسهم) من الطبيعي أن نرى العديد من الارتفاعات القياسية الجديدة التي تحرص شركات الوساطة على متابعتها مثل ايزي ماركتس وغيرها حيث يحدث هذا لأن الشركات تكسب المزيد والاقتصاد ينمو والمستثمرون يشعرون بالتفاؤل.
إن مجرد وصولنا إلى مستويات مرتفعة جديدة لا يعني أن الانحدار قادم قريبًا، بالطبع، سوف تشهد السوق في النهاية بعض الأيام المنخفضة ولكن وهذا مجرد جزء من الاستثمار.
لكن محاولة التنبؤ بموعد حدوث ذلك بالضبط أمر صعب للغاية، على سبيل المثال: شهدنا هذا العام انخفاضات في أبريل وأغسطس، لكن السوق انتعشت بشكل أسرع مما توقعه الكثيرون، وبالتالي فإن التاريخ يُظهر لنا أنه من الأفضل غالبًا البقاء مستثمرًا بدلاً من محاولة الدخول والخروج من السوق.
2 .السوق يحقق أداءً جيدًا في ظل كلا الحزبين السياسيين
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية يشعر العديد من المستثمرين بالقلق بشأن تأثيرها على الاقتصاد، ولكن بالنظر إلى الوراء يمكننا أن نرى أن سوق الأوراق المالية نمت على المدى الطويل بغض النظر عن الحزب السياسي الذي في السلطة، وذلك لأن أشياء مثل الدورات الاقتصادية وأرباح الشركات وظروف السوق العامة لها تأثير أكبر بكثير على الأسهم من تأثير من في البيت الأبيض.
ومع ذلك، يمكن للسياسات الحكومية أن تؤثر على الضرائب والتجارة واللوائح، لكن هذه التغييرات تحدث غالبًا ببطء ويكون تأثيرها أقل دراماتيكية مما يتوقعه الناس.
إن ما يعد به الساسة أثناء الحملات الانتخابية غالبًا ما يكون مختلفًا عما يحدث بالفعل بمجرد توليهم مناصبهم، لهذا من الأفضل التركيز على الاتجاهات الاقتصادية الطويلة الأجل بدلاً من الأخبار السياسية اليومية.
3 .من المرجح أن يواصل البنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة
تُظهر أحدث البيانات أن التضخم آخذ في التباطؤ، حيث أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (المقياس المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم) ارتفع بنسبة 2.2% فقط عن العام الماضي، ليقترب من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، كما يهدأ سوق العمل قليلاً، حيث يبلغ معدل البطالة 4.2% على الرغم من أن هذا لا يزال منخفضًا مقارنة بالمتوسطات التاريخية.
أدت هذه الظروف إلى قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بنسبة 0.5% في سبتمبر، ومن المتوقع المزيد من التخفيضات خلال بقية هذا العام وحتى عام 2025، كانت سوق الأوراق المالية تتوقع هذه التخفيضات طوال العام مما يساعد في تفسير سبب أدائها الجيد.
من الجدير بالذكر أن الوضع الحالي يختلف عن تخفيضات الأسعار السابقة، غالبًا ما يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أثناء الأزمات الاقتصادية كما في عام 2008 أو 2020، لكنهم الآن يحاولون تحقيق "هبوط ناعم" أي إبطاء الاقتصاد بما يكفي للسيطرة على التضخم دون التسبب في ركود، وهذا مشابه لما حدث في منتصف التسعينيات والذي أدى إلى فترة طويلة من النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار الأسهم.
4 .سوق السندات تتغير
مع خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة نشهد ارتفاع في أسعار جميع أنواع السندات، تذكر أن أسعار السندات تتحرك في الاتجاه المعاكس لأسعار الفائدة، لذا مع انخفاض سعر الفائدة تصبح السندات الحالية ذات الأسعار الأعلى أكثر قيمة، وهذا يعني أن في الوقت الحالي، يمكن لمستثمري السندات الاستفادة من العائدات الأعلى من المتوسط وارتفاع الأسعار المحتمل إذا استمرت الأسعار في الانخفاض.
بالنسبة للاقتصاد الأوسع، فإن انخفاض أسعار الفائدة يجعل اقتراض الأموال أرخص للشركات والأفراد، ويمكن أن يعزز هذا النمو الاقتصادي وهو أمر جيد لأرباح الشركات وأسعار الأسهم.
لهذا السبب من المهم الحفاظ على مزيج متوازن من الأسهم والسندات في محفظتك، على الرغم من أن السندات واجهت تحديات في السنوات الأخيرة.
5 .الصراعات الجيوسياسية مثيرة للقلق لكن تأثيرها على السوق غالبًا ما يكون محدود
تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط كما تزداد الصراعات العالمية المستمرة مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفي حين أن هذه الأحداث لها تأثيرات كبيرة في العالم الحقيقي، فإن تأثيراتها على سوق الأسهم غالبًا ما تكون أقل مباشرة وعادة ما تكون قصيرة الأجل.
عند النظر إلى الوراء، يمكننا أن نرى أن الانخفاضات الطويلة الأمد في السوق تتزامن عادة مع الأحداث الاقتصادية الكبرى مثل انهيار شركات الإنترنت أو ارتفاع أسعار الفائدة مؤخرًا، وليس الصراعات الجيوسياسية.